رجال القدس يثأرون لشهداء حمص .

عاجل

الفئة

shadow
*بقلم المستشار في القانون الدولي الدكتور قاسم حدرج*

وحده فانوس المقاومة الذي ان فركت عقيدته خرج لك منه ماردا يحقق كل امانيك بل احيانا ما يفوق احلامك فأنا لم اكد افتح عيناي المتورمتان من كثرة الدموع التي انهمرت على ضحايا الكلية الحربية في حمص لأكتب مرثيتي الحزينة وأبث مواجعي لمشهد الأبطال والنساء والاطفال مدرجين بدمائهم فأذ بي افرك عيني لأتأكد بأن ما قرأته على شريط الاخبار ليس ناتج عن خلل في صفاء الرؤية 
فالمكتوب هو ضرب من ضروب الخيال ولكن تبين ان الخيال اصبح حقيقة وبأن فرسان المقاومة يجيثون خلال الديار وبهذه اللحظة دخلت الى قلب الطوفان وانطفأت تلك النار التي تشعل قلبي وبات يخيل لي بأن هؤلاء الابطال الذين يقتلعون الصهاينة من دباباتهم ويجرونهم من رقابهم كالكلاب الذليلة هم شهداء الكلية الحربية او ملائكة يأخذون بثأرهم فتبدلت مشاعري من الغضب الى الطرب لسماع استغاثات قطعان المستوطنين ولا من مجيب فمن يستنجدون به هو من يبحث عن النجدة فهناك من حطم اسطورته وأزال خطورته وهشم صورته وأظهره على حقيقته جبان رعديد لا يقاتل الا من خلف قلاع حديدية طائرة او دبابة ولكنه سرعان ما ينهار اذا ما واجه رجال حقيقيين.
كنت اطالب بالثأر لشهداء الكلية الحربية ولكن خيالي الجامح لم يسعفني لأتخيل مثل هذا النوع من الثأر فما حصل في 5 اكتوبر كان اشبه بنكسة 67 وما حصل في 7 اكتوبر هو اشبه بحرب التحرير في 6 اكتوبر والفرق بينهما اننا في الاولى انتظرنا 7 سنوات بينما في الثانية لم ننتظر سوى بضع ساعات فلم اكن لأتخيل ان ارى خلال هذه المدة القصيرة ذات المشهد الذي ادمى قلبي لجثث متناثرة وقلوب محترقة ودموع منهمرة وأناس يركضون في كل اتجاه طلبا للنجاة فأعود ان اراه بهذه السرعة  على ميدان المجرمين المحتلين مقتولين او مأسورين وفي حاويات النفايات مختبئين واخرين هاربين لا يلوون على شيء فبوركت تلك الايادي التي ثأرت لكل من اكتوى بنار هذا العدو الهمجي الذي يستهدف سوريا وجيشها وشعبها لأنهم ثابتين على درب تحرير فلسطين فالعدو يدرك تماما بأن الامكانيات العسكرية المتطورة التي تستعرضها المقاومة قد مرت الى غزة والضفة عبر بوابة دمشق ولكن أبى رجال القدس الا ان يثأروا لشهداء حمص .
هناك من يشبه ما حصل في 7 اكتوبر 2023 بما حدث في 6 اكتوبر73 
وهذه مقارنة ظالمة فكيف لنا ان نقارن بين حرب متكافئة وجيوش قامت بحرب خاطفة نجحت خلالها بتحقيق بعض الاهداف استطاع بعدها جيش العدو ان يحافظ على هيبته وقدرته الرادعة ونجح في فرض هدنة مستمرة حتى يومنا هذا كما نجح في تحويل النصر الى هزيمة على الجبهة المصرية بأخراج جيشها من دائرة الصراع وبين معركة خاضتها مجموعة من المقاومين المحاصرين والذين يعملون ضمن مساحة جغرافية مرصودة على مدار الساعة حققت خلالها اعجازات عسكرية لا يمكن لأعتى المحللين العسكريين ان ينجحوا بتفسيرها فالتفسير المنطقي الوحيد هو ان هذه المجموعات المهاجمة هم مخلوقات نورانية لا يمكن رصدهم عبر المجسات الحرارية والكاميرات العالية التقنية ولا بالرادارات والاقمار الصناعية
وبالتالي فأن ما حققه هؤلاء الجبابرة تفوق نتائجه بأضعاف ما حققته حرب تشرين 
فقد اسقطوا المنظومة الأمنية التي كان العدو يتغنى بها وبأنه نجح في نصب شبكة امان للمستوطنين المقيمين في مستوطنات غلاف غزة فظهر بمظهر العاجز عن حماية نفسه حتى وهو محصن داخل ثكناته المجهزة بكل وسائل الأمان فكيف له ان يحمي المدنيين مما ادى الى سقوط عامود من أعمدة الهيكل التي بني عليها هذا الكيان وهو عامود الاستقطاب والذي سيتحول الى حالة اغتراب .
المكاسب التي حققتها المقاومة هي اكثر من ان تعد او تحصى ولكنها بأختصار نجحت في تفجير عبوة في مركز اساسات هذا الكيان ادى الى حدوث زلزال
انهارت معه العديد من مراكز القوة الرئيسية في الكيان وادى الى تعطيل معظم منظومات الاستجابة المبكرة وكشف عن كل عورات هذا النظام الاصطناعي 
واثبت ان الروح الحقيقية قادرة على هزيمة الذكاء الصناعي والقدرات التكنولوجية 
وسيتبع هذا الزلزال هزات ارتدادية تؤدي الى جعل هذه الارض غير صالحة 
لسكن العنصر الصهيوني .
ايها الطوفان المقدس اغسل احزاني بطهر ماءك واجرفني نحو المسجد الاقصى 
لأتوضأ بعرق اقدام المجاهدين واصلي صلاة الشاكرين لهذا الفتح المبين وبعدها اصعد الى فلك المقاومين وأجذف في بحر فلسطين ملبيا نداء سماحة الأمين يا قدس اننا الى مسراك قادمين .

الناشر

1bolbol 2bolbol
1bolbol 2bolbol

shadow

أخبار ذات صلة